كتبت/ رشا السيد علي
آيات شيطانية هي رواية قديمة كتبت منذ ما يزيد عن 30 عامًا لمؤلفها الكاتب البريطاني سلمان رشدي وهو كاتب من أصول هندية، كتب هذه الرواية التي يمكن وصفها بما لا يحتمل التأويل بالرواية البغيضة إذ يسب فيها القرآن الكريم ويهاجم الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات ويطعن في العقيدة والدين الإسلامي.
تعرضت الرواية وقتذاك للانتقاد اللاذع من كبار الأدباء والمثقفين وصدرت فتوى من آية الله الخميني بقتل كاتب الرواية ومؤلفها سلمان رشدي، لكن لم توافقه على هذه الفتوى أي مرجعية دينية أخرى بل على العكس قد تم توظيف هذه الفتوى للتشهير والحض ضد الإسلام والمسلمين وإظهارهم بصورة همجية شرسة وإرهابية أيضًا.
لماذا عادت آيات شيطانية تتصدر المشهد من جديد؟
منذ أيام قليلة تصدرت رواية "آيات شيطانية" المشهد من جديد وأصبح اسم مؤلفها سلمان رشدي أيقونة بحث عبر مواقع الانترنت المختلفة.
وذلك بعد محاولة القتل الفاشلة التي تعرض لها في نيويورك على يد شاب أمريكي يُدعى هادى مطر والذي تمكن من الوصول إلى سلمان رشدي وطعنه بسكين أدت إلى إصابته.
وانتقل على إثرها إلى المستشفى بينما تمكنت الشرطة الأمريكية من القبض على هادي مطر واحتجازه.
ورغم أن رواية "آيات شيطانية" ما هي إلا رواية بغيضة، ركيكة، وضعيفة فنيًا وأدبيًا وفيها من السلبيات والعيوب ما يمنعها من النشر والطباعة إلا أنها وجدت طريقها لتصدر المشهد من جديد.
ونجحت في استقطاب جيوش من كارهي الإسلام في الدفاع عنها وعن مؤلفها خاصةً بعد محاولته قتله.
ومن العجائب التي نراها اليوم أن نجد بعض الكُتاب أو المثقفين يدافعون عن كاتب الرواية الذي انتهك كل قوانين وقواعد التسامح الديني واحترام ديانة الآخرين ويرفعون شعار تضامنهم معه!
والسؤال هنا تتولد منه عشرات التساؤلات فما الذي يحفز تلك الفئة الضالة على التضامن مع كاتب اخترق كل قواعد الإنسانية والآداب العامة والخاصة؟
ألا تدري هذه الفئة أن تضامنها مع هذا الكاتب يُعد وثيقة قبول بكل ما نشره من ترهلات وسخافات تشوه الإسلام؟
وإن افترضنا جدلًا أن فئة قليلة من الكتاب الذين يتضامنون مع سلمان رشدي لا يعلمون حقيقته ولم يقرأو له كتاب واحد من قبل، فعلى أي أساس يتضامنون معه إذن؟
ألم يكن من الجدير بهم البحث عن كتاباته أولًا والتعرف على مواقفه وتوجهاته؟ ألم يكن جديرًا بهم التضامن ضد ازدراء الأديان والعنصرية ونشر الأفكار السامة التي تتغذى عليها أجيال قادمة تقتدي بالكُتاب والمشاهير من أمثال سلمان وغيره حتى وإن كانوا مُخطئين؟
فوالله لو تعلم هذه الفئة أنهم مسؤولون أمام الله عما يقولون لما فعلوا ذلك، وكان لزامًا عليهم تحمل المسؤولية الكبرى في إبراز الحقائق ودعم الثوابت والدفاع عن الحق طالما ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا كُتابًا ويحملوا أقلامًا.